تابع جلالة الملك عبدالله الثاني، الأسبوع الماضي، سير العمل في برنامج تدريب المعلمين قبل الخدمة وأثناءها، والذي يجري العمل عليه ضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023-2025)، حيث أكد جلالته على ضرورة تقديم تدريب عالي الجودة للمعلمين، لأهمية دورهم في بناء الأجيال، ولفت إلى أهمية المضي قدما في تطوير تعليمات إلزامية إجازة ممارسة المهنة للمعلمين لتعزيز مؤهلاتهم، بما يسهم في تطوير بيئة تعليمية ناجحة والنهوض بقطاع التعليم في الأردن.
عدت للوراء قليلا وإلى الاتصال مع الأستاذ والزميل والتربوي السيد محمد الزعبي والذي تشرفت بمعرفته خلال عمله في وزارة التربية والتعليم وفي أكثر من موقع قيادي قبل التقاعد والذي يعد «عراب التدريب»، تحدثنا عن رحلة التدريب واستذكرت وإياه بعض الأدبيات والوثائق في هذا المجال ومنها: مؤتمر التطوير التربوي الأول عام 1987، مشروع تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة (ERFKE) بمرحلتيه الاولى والثانية ( 2003- 2017 )، الأجندة الوطنية، الإطار العام للمناهج والتقييم، المعايير الوطنية لتنمية المعلم مهنيا، المسار الوظيفي للمعلم، ضب? جودة أداء المعلم، ذكريات في مركز التدريب والتأهيل والإشراف والمسميات الجديدة والإطلالة على الخطوات الكثيرة التي بذلت من أجل المعلم ورفع مستوى مهنة التعليم ومنها وفي مقدمتها جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي بفئاتها ضمن رؤية واضحة: تميز تربوي مدعوم مجتمعيا لتمكين جيل المستقبل.
رحلة المعلم من «دار المعلمين» منذ الحقبة السابقة والآن مع البرامج والمشاريع والمهارات المطلوبة هي عبارة عن جهود متكاملة ضمن القطاع التربوي، وقد شهدت خلال عملي في وحدة التنسيق التنموي في وزارة التربية والتعليم ( 2010-2018 ) العديد من تلك الجهود الرامية للتنمية المهنية للمعلم والعلاقة التشاركية بين وزارة التربية والتعليم والأطراف المعنية من الجامعات والجهات المانحة وتنفيذ البرامج والمشاريع في هذا المجال وتخصيص مكون مستقل للغاية ذاتها.
ضمن رؤية التحديث الاقتصادي يهدف برنامج تدريب المعلمين ما قبل الخدمة إلى شمول 14 ألف معلم ومعلمة بالتدريب على سبع مواد دراسية مع نهاية العام الدراسي 2026-2027، وتفعيل إلزامية تدريب ما قبل الخدمة، أما برنامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة، فيهدف إلى تدريب نحو 40 ألف معلم ومعلمة مع نهاية العام الدراسي 2026-2027.
أشير في المجال إلى التوجه المناسب والذي قسم التدريب إلى مرحلتين، الأولى تعني بما قبل الخدمة وتوفير ما يلزم لمن يرغب بالدخول في مهنة التعليم أثناء الدراسة في تخصصات منوعة ومنها العلوم والرياضيات على سبيل المثال وتلك المرحلة عملت الجامعات على تدعيم برامجها الدراسية بمواد إضافية لمن يرغب بذلك جنبا إلى جنب مع تخصصه الرئيسي، وساهم ذلك في بداية تأهيل لمعلم بعد الجامعة لخوض غمار التدريس.
المرحلة الثانية أثناء الخدمة والتي من شأنها توفير التنمية المهنية للمعلم واكتسابه العديد من المهارات المناسبة والملائمة للتطوير والتحديث ومواكبة متطلبات العملية التربوية، وتلك المرحلة تم الإعداد لها بعناية وتخطيط.
تطوير قطاع التعليم هو الهدف والغاية؛ قطعنا أشواط ونحتاج للمزيد من النقد البناء ومتابعة الآثر وضرورة الاستعانة بالخبراء ممن كان لهم الفضل في إرساء القواعد والبنيان، خصوصا في مجال التدريب الذي هو مفتاح النجاح لكل هدف وغاية سواء في الميدان وغرفة الصف وعلى حد سواء.
ذكرني الاتصال والتواصل مع الأستاذ محمد الزعبي ( أبو حمزة ) بمجموعة من الذين ندين لهم بالفضل في وزارة التربية والتعليم، فلهم عبارات الثناء والأمنيات الطيبة بالصحة والعافية والعطاء وبارك الله فيهم وجزاهم خير الجزاء.